Admin Administrateur
عارضة الطاقة :
احترام قوانين المنتدى :
الجنس :
عدد المساهمات : 2677 العمل/الترفيه : أعشق الكمبيوتر و الإنترنت Programming المزاج : افكر مثل ما أتنفس الجنسية : : نقاط : 12193 السٌّمعَة : 439 تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: حفاظ الهوية في الغربة .. بالقرآن الكريم الأربعاء أغسطس 20, 2008 4:55 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن أخي حافظ لكتاب الله تعالى والحمد لله، ويرغب بتحفيظ ابنه القرآن الكريم في صغره. وقد طلب مني أن أسألكم عن العمر المناسب ليباشر بذلك، مع العلم أن عمر ابنه الآن حوالي ثلاث سنوات، وهو يتكلم بشكل جيد.
ويسأل أيضًا عن الأسلوب الأفضل لذلك (هو مقيم في دولة أوروبية، ويخشى أن يكون الأسلوب التقليدي صعب أو غير مناسب؛ لأن الابن سيذهب للمدرسة بعمر أربع سنوات، وسيتعود على أسلوب التعامل والتدريس بالمدارس الأوروبية). وجزاكم الله عنا وعن الإسلام خيرًا.
الحل : أ/نيفين السويفي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بارك لك فيك يا أخي، فكم تكن فرحتنا عندما نحس، ونرى، ونستشعر مدى اهتمام خال بابن خاله الصغير الذي يبعد عنه آلاف الكيلومترات، فقد فهمنا أن الصغير ذا الثلاث سنوات يقطن الآن في هولندا، بينما هو من أصل مغربي، ولا ندري هل انتقلت مع أخيك إلى أمريكا أم بقيت في المغرب؟
وهذا يجعلنا نسترجع ما قد ناقشناه من قبل هنا في الموقع عن فكرة ضرورة إحياء "الأسرة الممتدة"، وضرورة دورها ومحوريته في العملية التربوية، فكم هي ثقيلة مهمة التربية، وبناء جيل صالح واعٍ راشد ليس بالهدف الهيِّن الذي يمكن أن يقوم به فردان يواجهان وحدهما رياح العولمة والتغريب وحدهما، يقفان كعودي الريحان أمام عواصف التحديث وتيارات وأفكار عاتية تهب علينا يمينًا ويسارًا.
مساكين آباء وأمهات هذا العصر، وطوبى لمن عاونهم من أخ أو خال أو عم، "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، وهل هناك عون أفضل من هذا العون التهوين من مشقة العملية التربوية والتخفيف شيئًا هينًا من تبعاتها.
وبسؤال الأستاذة "نيفين السويفي" والتي عملت وسط التلاميذ والأطفال في أمريكا لفترة طويلة، واكتسبت خبرتها من التعامل مع أطفال الجالية الإسلامية في المراكز والمساجد هناك أفادت بأن تحفيظ الطفل ذي الثلاث سنوات أمر ليس مستحيلاً، وإن كان صعبًا نوعًا ما، وللوصول لهذه الغاية النبيلة هناك وسيلة واحدة فقط ترديد الآيات الكريمة على مسامعه مرارًا وتكرارًا، ولكن ليس بأسلوب الكتاتيب، حيث يجلس الصغير أمام محفِّظه ويطلب منه السماع، والترديد، والجلوس الهادئ والإنصات الواعي، هذه الطريقة تتنافى وخصائص المرحلة العمرية التي يمر بها ابن الثلاث سنوات، حيث الرغبة العارمة في الانطلاق، والجري، والاستكشاف لكل ما حوله.
ولكن الطريقة المقترحة هي تكرار عدد بسيط من الآيات بصورة روتينية مع أفعال معينة، مثال كلما دخلت الأم المطبخ، جعلت ديدنها مصاحبة الطفل معها في المطبخ واصطحاب ألعابه إلى داخل المطبخ حتى لا يمل ويفر، وتبدأ تسمعه الفاتحة آية آية، وهو يردد وراءها، كلما دخلت المطبخ تفعل ذلك، ويتكرر هذا الأسلوب مع أشياء أخرى: ركوب السيارة، قبل النوم، عند التنزه، ولكن هذه الطريقة لضمان نجاحها لها شروط:
أولاً: الاستمرار عليها دون كلل أو ملل، حتى وإن رفض الطفل ترديد الآيات، هذا ليس مشكلة إطلاقًا، هو سيحفظ بالسماع كما يحفظ الأطفال إعلانات التلفاز لتكرار سماعها. ثانيًا: عدم استعجال النتائج. الفاتحة وحدها قد تحتاج إلى أشهر عدة لحفظها، ولكن بشرى لكم ما بعدها أيسر، ويكون حفظه أسرع إن شاء الله، ويحفظ بعد الفاتحة المعوذتين، ثم سورة الإخلاص، وباقي صغار السور بالترتيب.
ثالثًا: عدم ممارسة أي نوع من أنواع الضغط على الصغير، ولكن ممارسة هذا الأمر بصورة مستمرة دائمًا ودومًا دون إشعاره بأنه واجب أو مهمة لا بد أن يقوم بها، ولكن تناول الموضوع وكأنه طفل يتعلم المشي، هل نضربه أو نزجره عندما يقع مرة أو مرتين أو حتى عشر مرات، لا لا نفعل؛ لأننا ندرك تمامًا أن الأمر لا يتعدى الإخفاقات الوقتية التي تحتاج منها إلى التشجيع والتصفيق تارة، والحضن الدافئ تارة أخرى.
رابعًا: الاهتمام بمراجعة ما أتم حفظه بصورة دورية، حتى لا ينسى، مثلاً عندما ينتهي من 5 سور يتم مراجعة ما فات قبل الدخول إلى سورة جديدة. خامسًا: التدريج وعدم الانتقال إلى سورة جديدة دون إتقان ما قبلها. سادسًا: أن يكون معلِّمه أو لنقل محفظه (الأب أو الأم لملاصقتهما) للطفل قارئًا جيدًا يدرك تمامًا مخارج الألفاظ القرآنية والأحكام الخاصة بنطق الحروف والكلمات؛ لأن ما سيحفظه الطفل في هذه السن لن ينساه بإذن الله تعالى، فليكن الحرص على النطق السليم هو ضمن أولويات المحفِّظ الأولى.
وكما قلنا من قبل يتم ذلك بصورة روتينية دورية دون ضغط، وليكن ذلك مرتبطًا مثلاً بالتنزه إلى الأماكن التي تكثر فيها الطبيعة وتقل فيه الضوضاء، حيث الفرص أكبر على التركيز، والوصول إلى الصفاء الذهني. ولا ننسى التشجيع بكل صورة، مع أي إنجاز مهما صغر حتى يتربى الصغير على استيعاب أن حفظ القرآن الكريم أمر عظيم يستحق منه المجهود من ناحية، وممن حوله الاحترام والتقدير من ناحية أخرى.
هذا بالنسبة لسن الثالثة، ولكننا سوف نمتد معك أخي السائل إلى بعد ذلك إلى سن الخامسة، سن ما قبل المدرسة، هنا يجدر الإشارة إلى أهمية المسجد في حياة الطفل، وأهمية الحفظ وسط مجموعة من الأطفال.
المسجد في هذه السن (الخامسة وما بعدها) يكتسب أهمية خاصة لدى الأسر المسلمة في الغرب، هو الحصن والمأمن والستر من تحدي الذوبان في المجتمع، وأحكي عن تجربتي في أمريكا، حيث رأيت أسرًا عديدة تأخذ بالأسلوب الأول الذي تكلمنا عنه في سن الثالثة، ثم انخرط أولادها في أنشطة مسجدية مع سن الخامسة، فكانت قدرتهم على الحفظ عالية، وملكاتهم واضحة للعيان، إنها ببساطة ثمرة ما يقرب من 660 يومًا.
وهنا يجب أن ننبِّه إلى نقطة في غاية الأهمية.. سن الخامسة وما فوقها سن تشكيل الوعي، وبناء المفاهيم، وترسيخ القيم والسلوكيات؛ لذلك يجب أن ندرك تمامًا ونعي "فقه الأولويات" المرتبط بالعملية التربوية في هذه السن.
الأولوية هي لبناء المفاهيم وليس لكمّ الحفظ القرآني. أن يدرك الصغير معنى الإسلام وأخلاقيات ومبادئ هذا الدين القيم، أن يرتبط بدينه وجدانيًّا وروحيًّا وعقليًّا، وأن ينتمي لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويرضى بالله ربًّا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً، بل ويعتبر بذلك أهم وأغلى وأولى من الاهتمام بكم الحفظ.
فكم من الأسر اهتمت بالحفظ ومارست أسلوب الترهيب والقسوة؛ لنيل هذا الشرف، فكانت النتيجة فرار الأطفال من المسجد، واعتباره مصدر القلق، والخوف، وعدم الأمان، فكرهوه، وتركوه وراء ظهورهم، وولَّوا وجوههم إلى سبل متفرقة.
حب القرآن الكريم وتقديسه والاعتزاز به، حب المسجد والتعلق به أولى، لو كان لحافظ القرآن الكريم شرف أعلى ممن تعلَّق بالمسجد، ومن نشأ في طاعة الله، فلمَ لم يُذكر معهم في "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"؟
أما بعد ذلك مع اقتراب سن التكليف، فهنا فقط نقول يجدر بنا إظهار شيء من الحزم، ولكنه "الحزم الحاني"، مع عدم التزام الأبناء بالحفظ، ولكنه مرة أخرى "الحزم الحاني"، وإذا كانت الخطوات قد بدأت مع سن الثالثة، فبإذن الله تعالى لن يحتاج الأب الفاضل الكريم ممارسة أي نوع من الحزم ببساطة؛ لأن الابن العزيز سوف يكون قد انتهى من حفظ كتاب الله تعالى، وإن حدث ذلك فنستحلفه ألا ينسانا من صالح دعائه.
ولمزيد من المعلومات المفيدة حول هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى الموضوعات التالية: أطفالنا خلف لحفظة السلف القرآن ومعانية المجردة ... متى وكيف؟ العقيدة..الإقناع المطلق أم الخضوع المطبق ملتقى المغتربين .. دعوة زائر لتبادل الخبرات !!! العربية في الغربة .. لم تعد هما | |
|
سيمو مغربى مشرف متميز
عارضة الطاقة :
احترام قوانين المنتدى :
الوسام الشرفى :
الوسام الثانى للمنتدى :
الوسام الاول للمنتدى :
الجنس :
عدد المساهمات : 1271 العمر : 45 العمل/الترفيه : ادارى المزاج : رايق الجنسية : : نقاط : 5978 السٌّمعَة : 41 تاريخ التسجيل : 10/08/2008
| موضوع: رد: حفاظ الهوية في الغربة .. بالقرآن الكريم الأربعاء نوفمبر 26, 2008 7:25 pm | |
| | |
|