المـاكـروبـيـوتـيـك وشوائب تشوه صورته الجميلة

المـاكـروبـيـوتـيـك
نظام غذاء يحمل في طياته الكثير والكثير من النفع للناس، إنه نظام حياه
يأخذ بصاحبه نحو الصحة. والتمتع بحياة خالية من الإمراض وخاصة تلك الأمراض
المزمنة. ورغم كل ذلك إلا أن هناك شوائب تشوه صورة هذا النظام الجميل، هذه
الشوائب دائما أجدها عند إطلاعي على كتب هذا العلم، وبدأت ملاحظتي لها منذ
عدة سنوات حين كنت أتابع برنامجا للطبخ الصحي وإذا بي أسمع مقدمة البرنامج
المتخصصة في هذا العلم تقول:
في نظامنا الغذائي الحليب ممنوع ؛ لقد خلق الله للجاموسة ضرعا تخرج منه حليبا لترضع صغارها ونحن لسنا ... طبعا تعرفون التكملة!

وقالت كذلك اللحم ممنوع في نظامنا الغذائي، إنه طعام الحيوانات المفترسة ونحن لسنا كذلك.

وهذا
الكلام نسمعه كثيرا وإن اختلفت طرق التعبير عنه، والمعروف أن نبينا الكريم
كان الحليب من أحب الشراب إليه، وأنه كان يحبُّ اللَّحم ، وأحبُّه إليه
الذراعُ ، ومقدم الشاة ، ولذلك سُمَّ فيه .وفى ((الصحيحين)) : ((أُتِىَ
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بلحم ، فرُفِع إليه الذراع ، وكانت
تُعجبُه))، والمعروف كذلك أن اللحم بأنواعه ذكر في القرآن الكريم،
فاللطيور ذكرت في القرآن وهي من طعام أهل الجنة، والسمك ذكر بأنه لحم حلال
طيب، واللحوم ذكرت كذلك في القرآن في سورة الأنعام.
فلماذا نصبح نباتين تماما؟!
لماذا نهجر اللحوم والحليب والطيور والبيض وكل منتجات الألبان؟!
لماذا نبتعد عن الحلوى؟
لماذا نقصر طعامنا على نوع واحد من الأغذية، ونحرم أجسادنا من احتياجتها من باقى الأطعمة الحلال التي خلقها الله لنا؟!
هذا
فهم خاطئ للمـاكـروبـيـوتـيـك، لقد ترك لنا الإسلام نظاما غذائيا يمكنه أن
يسير بنا في طريق الصحة والحياة الخالية من الأمراض بإذن الله وذلك إذا
أقتدينا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وتوسطنا في كل شيء، فلا إفراط
ولا تفريط، لا ترك ولا التهام بشكل مبالغ فيه.
كل
شيء بحدود معقولة، حتى الأطعمة النباتية نأكلها باعتدال، لا نأكل إلا
عندما نجوع ولا نملأ بطوننا حتى التخمة، اللحم نأكله ولكن ليس بشكل يومي
كما يفعل البعض، الحليب نشربه باعتدال، الطيور، الأسماك، الحلوى نأكلها
فالجسم بحاجة إليها كذلك ولكن بلا إفراط، ونعتمد على الحلوى المحلاة
بالعسل أو المحليات الطبيعة.
وها
هو معلم البشرية يضع نقاطا رائعة فوق حروف هذا العلم، ولم يترك لنا صغيرة
ولا كبيرة إلا علمها لنا، أو لفت انتباهنا إليها، فممن سوف نستقي قواعد
المـاكـروبـيـوتـيـك ؟ من أناس يحرمون الحلال فنحرمه مثلهم ونحن قد لا
ندرك أن هذا مخالف لشريعة الله عز وجل الذي بيده التحليل والتحريم؟ أم
نستقيه من قرآن تحمل أياته كل العلم ، ومن سنة تهدينا نحو الصواب؟

وفي
النهاية نحن لا ننكر قيمة هذا العلم وأهميته، ولكننا لا نريد التقليد
والمحاكاة لكل ما يقوله الغرب دون إعمال عقولنا،ودون الوقوف لحظات
والتساؤل هل في هذا العلم ما يخالف الشريعة الإسلامية؟